فصل: فصل في علاج النواصير والجلود التي لا تلتصق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في علاج النواصير والجلود التي لا تلتصق:

أما النواصير وأحكامها وأصنافها فقد قيل فيها من قبل وأما ما يجب من تدبير إسالة الصديد والرطوبات الفاسدة عنه بالنصبة أو بالبط فقد بين أيضاً في مواضع قبل هذا الموضع وأما العلاج الخاص بالنواصير فيختلف أيضاً فإن النواصير إما طرية سهلة لماما عتيقة قد غاص تخزفها في اللحم غوصاً شديداً وهذه عسرة العلاج فإن الذي لا بد منه في ذلك هو أخذ ذلك الخزف كله بالقطع المستأصل من الجوانب بمجراد أو غيره أو بالكي بالنار أو بالدواء وذلك صعب شاق وخصوصاً إذا كان في جوار عصب أو عضو شريف.
وربما كان المريض أميل إلى أن يبقى ذلك به ويداريه منه إلى أن يقاسي علاجه وربما أمكن أن يجفف ويؤكل لحمها الودكي الخبيث في داخلها ويجفف الباقي من لحمها الميت ويدمل ويبقى ساكناً مدة طويلة من غير أن يكون قد أدمل الإندمال التام ومن أراد ذلك فيجب أن ينقى الناصور عن اللحم الخبيث الودكي الذي فيه ثم يحشوه أدوية مجففة ويترك فإنه يبقى بحال جفافه ما لم يقع خطأه في امتلاء أو رطوبة مزاج أو وصول ماء واضطجاع عليه مؤلم أو وأما علاج قلعها واستئصالها: فاعلم أنها إذا كانت خبيثة عتيقة قديمة فلا دواء لها إلا القطع للخزف أو الكي له بالنار على ما نبينه مع بط المعوج الملتوي من منافذه لتعرف مذهب الكي ومنفذه مع تحرز وحذر حتى يكوى فينقلع أو الكي بالأدوية الحادة مثل: النوشادر والزرنيخ والكبريت والزنجار والزئبق يقتل الزئبق من جملتها في الجميع ويخلط بمثله برادة الحديد ونصفه قلي ونصفه نورة ويصعّد في الأثال أو يجفف في قنينة على ما يعرفه أهل الاشتغال بهذا الباب فيصعد كالملح فإذا جعل منه في الناصور التهب وانشوى وانفصل من اللحم فيؤخذ بالكلبتين ويخرج ويدام إلقام العضو السمن ساعة بعد ساعة ليهدأ الوجع ثم يعالج بعلاج القروح.
وأما الطريّ السهل من النواصير فيجب أن يغسل بالأدوية القوية ولاء كالقطران وماء الأرمدة وماء البحر الأجاج وماء الصابون مخلوطاً به زرنيخ ونوشادر والماء المصعد من روسختج ونوشادر يابسين أو مرعوين من غير سيلان وماء طُبخ فيه القلي وكلس قشور البيض والنورة فإذا نقيت فضع عليها الدواء الخروعي.
ومرهم الزرنيخ المورد في أدوية الغرب عجيب النفع ودواء جالينوس القرطاسي والأدوية المؤلفة من الزاج والقلقديس والنحاس المحرق والزنجار وما أشبه ذلك من القنطريون ودقيق الكرسنة والايرسا والسومقوطون وقد جرب أصل أسقولوقندريون أنه إذا ملىء منه الناصور أبرأه وكذلك الخربق إذا ملىء الناصور أبرأه بعد أن يترك ثلاثة أيام وكذلك السوري وكذلك عصارة قثاء الحمار مع البطم أو عصارة أصل المحروث أو زنجار وأشق بخل أو أشقّ وقلقديس وقلقطار وصمغ بخلّ أو يؤخذ بول الأطفال فلا يزال يسحق في هاون من رصاص حتى يخثر ويجف ويستعمل.
صفة دواء يستعمله أهل الإسكندرية: يؤخذ أصل أنخوسا وزاج مشوي وقلقطار وزنجار وشب من كل واحد جزء الذراريج نصف جزء يتخذ ذروراً أو مرهماً أو يجمع بخل قد طبخ فيه الذراريج ويحذف الذراريج من النسخة وربما جعل معه عسل.
وأيضاً يؤخذ صبر وزنجار ومرداسنج وقشور البيض وما كان مكلساً فهو أقوى بكثير ويخلط.
وأيضاً أدوية قوية ذكرناها في باب عسر الاندمال فإذا ظهر اللحم الجيد استعملت الملصقة المنبتة للحم وإذا كان بقربه عظم فاسد فيجب أن يصلح ويعالج بعلاجه وإذا رأيت الرطوبات الصديديّة قلت أو عادت مدّية فقد كاد العلاج أن ينفع.

.فصل في اللحم الزائد على الجراحات:

يحتاج في علاج ذلك إلى أدوية جالية مجففة وكل ما كان أقلّ لذعاً فهو أجود ويجب أن لا يتوقع ههنا من معونة الطبيعة ما يتوقع في إنبات اللحم فإن إنبات اللحم فعل طبيعي وكل ما أنبته الطبع كان بمعونة الدواء أو بغير معونته مضاد لفعل الطبع فلذلك يجب أن يكون أكثر التعويل على الدواء.
واعلم أن الأقراص المتخذة لهذا الشأن لا ينتفع بالعتيق منها بل الطري فإن كان ولا بد منها فيجب أن تحفظ بالتقريص وتدفنها في موضع لا يفسدها الهواء وقد مدح لذلك ثجير الخل وليس ذلك عندي بكل ذلك الصحيح واتخاذها أقراصاً وبنادق أحفظ للقوة وأما ما يقال أنها تحتاج إلى أن تسقى ماء حاداً من زرنيخ وثوم أو خل فذلك مما يهيئها لانحلال القوة ويعين الهواء المفسد لها والدواء الذي هو أغلظ وأثبت فإنه أنفع في هذا الباب لا من حيث القوة فربما كان اللطيف أقوى ولكن من قبل أن انفعاله من الهواء ومن أخلاط المزج أقل وثباته بحاله أكثر وهذه الأدوية هي مثل قشور النحاس والصدف المحرق ونوعي القنافذ المحرقة بلحومها لكن القنافذ قد تنقي قليلاً وتقبض اللحم أكثر مما ينبغي.
وأقوى مما عددناه زهرة الحجر المسمى آسيا وأقوى منه السوري وغراء الذهب وقلقطار زاج والإحراق يقلل قوتها ولذعها معاً ويزيد لطافتها وزهرة النحاس قوية ولا كالزنجار وخصوصاً المتخذ من قشور النحاس.
ومما يأكل اللحم الزائد أكلاً جيداً القلي والزنجار وكثيراً ما يحل اللحم الزائد ويضمره أن يطرح عليه خرق مغموسة في ماء البحر أو ماء خل فيه الملح المر وقد يؤخذ القلي والنورة غير مطفأة وتترك في سبعة أمثالها ماء في الشمس سبعة أيام يساط كل يوم في كل وقت حتى يغلظ ويصير كالطين ويتخذ منه أقراص.
ويستعمل كذلك قرص نيطلقوس.
والمرهم الأخضر عجيب والأخضر المتخذ بالملح الداراني والمرهم الذي يسمى الأشقر بطاطي اللحم بلا لذع ودواء ديارون وعواء دوديا والدواء المتخذ من قشور النحاس ودقاق الكندر يصلح للحم الذي ربا جداً منتفشاً كالقطن وجميع الأدوية المعمولة للأريبان في الأنف.

.فصل في تدبير القروح المنتقضة بعد الاندمال:

العلاج بعد انتفاضها أن يؤخذ اللحم الرديء والعظم الرديء الذي يليها ثم يشتغل بتجفيفها على ما تدري وبمستخرجات العظام وربما كانت أدوية جاذبة مثل ورق الخشخاش الأسود ضمّاداً مع ورق التين وسويق التين أو بزر البنج وقلقديس أجزاء سواء ضماداً.

.فصل في آثار القروح والجراحات:

يحتاج في قلع آثار القروح والجراحات إلى أدوية جالية قوية الجلاء منقية وتكون قوّتها بإزاء قوة ما تجلوه فيعالج القوي بالقوي والذي دونه بالذي دونه.
فأما الأدوية المنقّية القوية للقوي فمثل أن يؤخذ سحالة الحديد مع اللك والإطريفل ويطلى عليه وعندي أن صدأ الحديد أجود وكذلك الزنجار يغرز بإبرة ويطلى عليه النورة والعسل أو يطلى عليه الميويزج والعسل أو عصارة الفوتنج وبياض البيض وللعاصي الزرنيخ وحجر الفلفل.
وأما الأدوية الخفيفة للخفيف فالباقلا ودقيق الحمص وبزر الفجل والربة والطين الرخو السخيف وقشور البطيخ وشحم الحمار جيد جداً وخصوصاً إذا قرن به بعض المذكورات.
وأما آثار الضرب فإن التمسح بدهن السوسن يذهبها سريعاً ثم إقرأ ما سنذكره في باب الزينة.

.المقالة الرابعة: تفرق الاتصال في العصب وما لا يتعلق بالجبر من تفرق الاتصال للعظام:

.فصل في جراحات العصب وما يجري مجراه وقروحها:

إن العصب لشدة حسه واتصاله بالدماغ تعرض له من الجراحات أوجاع شديدة جداً وآلام عظيمة جداً كالتشنج واختلاط العقل وكثيراَ ما يؤدي إلى التشنج من غير تقدم ألم صعب ولا يكون فيه بد من أن يكون هناك ورم عظيم من غير وجع عظيم وأسهل أحواله الحميات وأورام كثيرة تظهر في غير موضع الجراحة وعطش وسهر وجفوف لسان خاصة إذا حدث هناك ورم وكذلك حال جراحات أوتار العضل وخصوصاً في جانب رأسها وإذا ورم العصب وما يشبهه أو أصابته برد تشنج وإن أصابته عفونة فسد العضو ورماً والعفونة تسرع إليها لأنها مخلوقة من رطوبة أجمدها وعقدها البرد ومثل هذا تسرع إليه العفونة من الرطوبة ومن الحرارة الرطبة فتنطبخ فيه فلذلك المياه باردها يضر من حيث يشنج وحارها من حيث يعفن وكذلك الدهن لكن الدهن ربما احتيج إلى المسخن منه لضرورة إسكان الوجع أو لترقيق الأدوية وتسييلها.
وتكون الأدوية مقاومة لكيفيته المرطبة والنخسة وحدها قد تفعل هذا الفعل وقد يتورم المجروح منها أيضاً ورماً ظهوره أبطأ وكذلك نضجه وقبوله للعلاج أيضاً وقد يتقرح العصب قروحاً أبطأ التحاماً وأبطأ نضجاً وكل جراحة تقع في العصب فإما نخس وإما شقّ والشق إما أن يكون مع انكشاف العصب أو من غير انكشافه وكل ذلك إما طولاً وإما عرضاً والجراحة الواقعة طولاً في العصب أسلم من الواقعة عرضاً فإن الليف الصحيح يتألم من مجاورة المقطوع ويتأذى به ويؤدي إلى الدماخ فيوقع التشنج وأمراضاً عظيمة وقد يضطر أيضاً حينئذ كثيراً إلى قطع المجروح والمنخوس بكليته فيستراح منه وتزول الأعراض الرديئة والجراحة في الأغشية أخف أمراً منها في الأوتار فضلاً عن العصب وأنت تعرف الغشاء بالمشاهدة وربما عرفته من التشريح ومن أن الغشاء مبرم لا يرى فيه مسالك الليف طولاً والوتر الغشائي ترى فيه مسالك الليف طولاً والوتر الغشائي صلب جداً وليس الغشاء في صلابته والغشاء يحتمل الخياطة والجراحة والخرق التي تصيب الرباطات الثانية من عظم إلى عظم فليس فيها مكروه ويحتمل أشد العلاج ولا يخاف من انبتار الأعصاب وما يخاف من انشداخها ومن انقطاع بعضها عرضاً وإن كان العضو يزمن.

.فصل في قانون علاج تفرق اتصال العصب:

دواء جراحات العصب هو الحار اليابس اللطيف الأجزاء المعتدل الحرارة بحيث لا يلذع ويكون تجفيفها شديداً جداً مع جذب لا مع قبض البتة وكل ما فيه حرارة لطيفة مع تجفيف شديد للطافة جوهره فلا يخلو عن جذب واحذر القبض فيها وخصوصاً في أول الأمر اللهم إلا أن يكون مع جلاء مثل الرَوسَختج وتوبال النحاس وما كان مثل هذا ثقيل الجوهر فلطفه بالسحق في الخل الذي لا قبض فيه وقد يتوقع من الخل وتلطيفه إبراز حرارة لطيفة منه في الشيء الكثيف.
وإن احتيج إلى قوى الحرارة أحياناً فيحتاج إليه ليكون غائصاً ولكنه يكسر ويمال به بما يخالطه إلى الاعتدال فيسخن بقدر ويجفف بقوة وإن كانت العصبة مكشوفة لم تحتمل شيئاً له حدة البتة وكان مضرة ذلك به عظيمة.
وكذلك إن لقي الدواء أو الخرق التي تستعمل على الجراحة ما تلقاه وهو بارد بالفعل فإن تضرر العصب به شديد وإذا وقعت جراحة في العصب فلا يجب أن تبادر إلى الإلحام ولكن يجب أن تبدأ بتسكين الوجع بالتكميد بالخرق الحارة وبأدهان مسخنة وبزيت الأنفاق خاصة ففيه قبض ما وسخونة أيضاً وتكون سخونتها فوق الفاتر فإن الفاتر من قبيل البارد وكذلك تكون همتك بتسكين الورم.
ومما يستعمل أيضاً حينئذ الضمادات المتخذة بالسكنجبين وبماء الرماد ومن الأدقة والأسوقة مثل دقيق الباقلا والكرسنة والحمص والترمس المر وسويق الشعير وغيره.
بل هذه أيضاً تستعمل قبل أن يرم.
وربما انتفع باستعمال الخفيف فإذا فعل بها ذلك ووقع الأمان من فضول تنصب بماء تستعمل من الفصد والاستفراغ فألحم ولا تسكن وجعها بماء حار البتة بل بالدهن اللطيف الأجزاء الذي لا قبض فيه حاراً إلى حد غير مفرط فإن الحار المفرط والبارد لا يوافقانه وكثيراً ما يكون قد قارب الجرح العافية فيضر به البرد فيشتد الوجع ويعاود الأذى فيحتاج أن تتدارك في الحال بالتسكين وبالأدهان المسخنة يظل ينطل بها فإن كان ذلك العصب مكشوفاً وكان القطع طولاً فاجتهد أن تغطيه بلحم وتضع عليه الأدوية الوخزية التي ذكرناها وتشده بخرق عريضة شداً ضاماً جامعاً آخذاً لشيء صالح من الموضع الصحيح.
وأما إن كان الجرح عرضاً فلا بد فيه من الخياطة والألم يلزم وإذا استعجل الأمر وخفت العفونة في الواقعة عرضاً فابتره واجتهد أن تحرسه عن الورم والعفونة ما أمكنك فإن الورم وإصابة البرد إياه يشنج والعفونة تزن العضو فلذلك لا يجب أن يلحم رأس الجرح ولا ينضم إلا بعد العافية وإذا كان فيه ضيق وسع لأن ذلك يؤدي إلى عفونة الجراحة لما يجتمع فيها من الصديد وغيره ومع ذلك فإن الوجع يشتد فلا يجب أن يلحم البتة إلا بعد أن يجفف جفافاً محكماً ويأمن كل ورم وعفونة ولذلك يحتاج أن يحل الشدّ عن الدواء أسرع من غيره وربما يحل في اليوم أو الليلة مرتين أو ثلاثاً وربما احتجت أن تحلّه أيضاً في ليل ذلك النهار أو في نهار ذلك الليل إن كان طويلاً وخصوصاً إذا كان هناك لذع فإن لم يكن فالحاجة إلى ذلك أقل ويكفي مرتين بكرةً وعشية.
ويجب أن يراعى في أدويته حتى لا يسخن فوق الواجب ولا يقصر في التسخين الواجب وكذلك في الجلاء والتجفيف وضدهما فإذا رأيته قد سخن فبرده مقدار ما ينقص الزيادة على الواجب.
وقد تجرب القيروطيات الفرهونية على ساق إنسان صحيح مشاكل للعليل في مزاجه وسحنته وينظر هل يفرط في تسخينه أو لا يسخنه شيئاً يعتد به أو يسخنه تسخيناً معتدلاً فيقدر ذلك ثم يستعمل على العليل ويجرّب عليه ثانياً ولكن أن تجرب على غيره ممن يشبهه أولاً أولى إذ لا يحتاج في التجربة عليه إلى تغيير كثير.
ومع هذا كله فإن العصبة إذا كانت مكشوفة والجرح واسعاً جداً فلا يحتمل شيئاً حاراً جداً مثل الأوفربيون والكبريت ونحوه بل يحتاج إلى دواء مثل التوتيا وأيضاً الدواء المتخذ من النورة المغسولة غسلاً بالغاً في وقت واحد ويجب أن يكون الدهن الذي يستعمل في قيروطياته ولطوخاته مثل دهن الورد والآس لم يمسسه ملح.
والعلك أيضاً إذا استعمل في مثل هذه الأدوية يجب أن يكون مغسولاً والتوتيا يجب أن يكون مغسولاً ولا يجب البتّة أن يكون فيها شيء من الحدة واللذع وإن كان فيها قبض يسير في علاج المكشوف جاز مع قوة محلّلة بلا لذع وخصوصاً إذا كان العليل ضعيف المزاج وأولى الأعصاب بتبعيد البارد والمائية والدهانة ونحوها عنه ما كان مكشوفاً فليس مضرتها في المكشوف الذي يلقاه فيوضره كمضرتها فيما لا يلاقيه إلا قليلاً وإنما يلاقي ما يحيط به ويليه وإن كان لا بد فعلى ما قلناه.
وأما إن كان هناك قوة ما في الخلقة فلا بأس إذا استعملت أقراص بوليداس وأقراص القلقطار وأقراص أنذرون وأفراسيون بميجنتج أو دهن.
أما في الشتاء فبزيت لطيف وأما في الصيف فدهن الورد والكندر وعلك البطم والبارزد بقدر أقل من أدوية المكشوف ومن الصواب كيف كانت الجراحة أن يوضع فوق الدواء مرعزي ليّن مغموس في زيت.
وكما أن العصب المنكشف أولى العصب بأن يرفق به كذلك الرباطات التي تثبت ما بين العظام أولى أشكالها بأن يُحمل عليها بالدواء القوي.
وأما الرباطات التي تتصل بالعضل فهي بين الأمرين وأوجب الجراح بأن يبعد عنه الماء هو جرح العصب وكذلك البرد وإن قل أضر الأشياء به والزيت أيضاً ضار لا يحتاج إليه إلا عند تسكين الوجع حاراً ولا يجب أن يغسل الجرح لا بالماء ولا بالدهن بل اجهد أن تمسح الرطوبات بخرقة أو صوفة في غاية اللين ولا أيضاً بالميجنتج إلا أن تأمن ضرر ترطيبه.
وإذا وجب لعلة من العلل أن تجعل عليه وخصوصاً على ما هو مكشوف دهناً فيجب أن تمر عليه أولاً الميجنتج ثم الزيت فإن جالينوس قال أصاب رجلاً وخزة بحديدة دقيقة الرأس فخرقت الجلد ووصلت إلى بعض عصب يده فوضع عليه طبيب مرهماً ملحماً قد جربه في إلحام الجراحات العظيمة في اللحم فورم الموضعَ فلما ورم وضع عليه أدوية مرخية كضماد دقيق الحنطة والماء والزيت فعفنت يد الرجل ومات هذا فإذا عرض تشنج من القروح فيها فمن الواجب إن كان قد انسد شق الجرح أن تفتحه وتستعمل الأدوية النافعة من ذلك للقروح المجففة لها لطيفة جداً ويجتهد أن يصل إلى الغور.
وإذا كانت الجراحة وخزة ولم يكن ورم فالعلاج هو العلاج الموضعي ويجب أن يكون أقوى حرارة وقوة تجفيف من المستعمل على الشق لأن ذلك ينفذ إلى المرض أسهل ويجب أن يكون تدبير المجروح في العصب لطيفاً وأن يكون في غاية اللطافة.
وإذا حدث وجع وورم فلا شر حينئذ من تناول الطعام وخصوصاً إذا كانت الجراحة عرضاً فإنه يحتاج هناك أيضاً إلى فصد العرق بلا محاباة ولا تقية من الغشي مثلاً ويجب أن يكون مضجعه رطباً وأن تراعى الأعضاء القريبة من الجراحة بالتدهين وكذلك رأسه وعنقه وإبطاؤه بالتدهين خصوصاً إن كان الجرح في الأعالي وكذلك العانة والأربية وخصوصاً إن كان الجرح في الأسافل وناحية الساق.